18 فبراير . 3 دقائق قراءة . 665
ياحب قل لي من تحب؟
أم أنك وحيد بلا آخر تحبه؟
كلنا نحبك، حتى الأشرار الذي يكرهون
يحبونك!
يا حب لم غيابك حرب؟
ووجودك يكفي وحسب؟
يا حب لم غيابنا فيك حضور؟
وغيابك عنا فقدان وضمور؟
يا حب ماذا تعني لك الحياة؟
بل ماذا تعني الحياة من دونك؟
أهيَ خليلتك التي تحب؟
يا حب لم وهمك صورة؟
ولم واقعك كرحلة العمر في مقطورة؟
ولم حقيقتك في اللحظة مأسورة؟
ولم نورك يعم على كل أرجاء المعمورة؟
ولم أنت فوق قانون الزمكان؟
يا حب لم البشر يعقدونك؟
يا حب متى تغدو تلقائية واعية فينا؟
يا حب هل لعاشقين أن يفنيا فيك، فيكونا أنت؟ فيكونا الحب ذاته؟
يا حب كيف تسكن كل الكيان؟
الأحاسيس، المشاعر، الفكر والأعمال وكل النفس
وكيف أنت تسكن خارجه؟
في الذكاء والمعرفة والمحبة والإرادة والحكمة وكل الذات
وكيف تسكن في الروح؟
يا حب كيف جمعت الحياة بولادة وموت؟
يا حب كيف جمعت الوعي بين يقظة وحلم؟
يا حب كيف جمعت العقل بمنطقه والقلب بعواطفه والجسد بكل اشتهاءاته؟
يا حب كيف وحدت الطبيعة، بالأدب، بالعلم، بالفن، بالفلسفة، بالعمل، بالعبادة، بالسرير، بالقبر، بالما-وراء وعالمه؟
يا حب كيف جمعت اللون، بالنغم، بالرقم، بالضحكة، بالدمعة، بالصمت؟
يا حب كيف كنت في تنهيدات وآهات العاشقين،
والآمين في صلوات المؤمنين، والألحان الخفية بين نوتات الموسيقيين؟
كيف كنت في مرجوحة الأطفال، والأول في قصص المراهقين، والمعاناة في ألباب عقول اليافعين، والضمير يناجي الغافلين؟
يا حب كيف وصلت البعد بالقرب، والأرض بالسماء في الأفق، والماضي بالمستقبل في الحاضر؟
يا حب كيف وحدت المعروف، مع المجهول؟
يا حب كيف وحدت إنسًا بآن فكنت بين إنسان وإنسان؟
يا حب كيف ربطت الذاكرة بالنسيان؟
يا حب كيف لم يفتك شيء ولا شيء؟
يا حب ما هذا النظام الذي تعمل عليه؟
دلني عليه أعمل وأحيا به
أم أنت بحد ذاتك نظام؟
يا حب كيف أسرت وحررت في نفس الوقت؟
يا حب هل لك مدرسة ؟
دلني عليها فأصبح التلميذ فيها
أم أن الحياة مدرستك؟
أم أنك التلميذ فينا الذي ينجح؟
أم أن حياتنا تلمذة في رحابك، فيها نكبر ونتخرج؟
يا حب ماهو سرك؟ أم أنت السر نفسه؟
يا حب ما هدفك؟
أم أنت الهدف بحد ذاته؟
يا حب ما قدرك؟
أم أنت القدر نفسه؟
أحبك يا حب...
رسالة من محب
التوقيع.
23 مارس . 3 دقائق قراءة